أخي الحبيب.. أختي الفاضلة: إن الحياة لاتخلو من الشدائد وإن الأمل والأمن، والرضا والحب، والسكينة النفسية، ثمار شهية لغراس العقيدة في نفس المؤمن، وذخائر لاتنفد لإمداده في معركة الحياة، وإنها لمعركة طويلة الأمد، كثيرة التكاليف محفوفة بالأخطار والمشقات، ذلك أن طبيعة الحياة الدنيا، وطبيعة البشر فيها، تجعلان من المستحيل أن يخلو المرء فيها من كوارث تصيبه، وشدائد تحل ساحته، فكم يخفق له عمل أو يخيب له أمل، أو يموت له حبيب، أو يمرض له بدن، أو يفقد منه مال.. أو.. أو.. إلى آخر ما يفيض به نهر الحياة، وقد أثبت الإستقراء والمشاهدة أن أشد الناس جزعاً، وأسرعهم انهياراً أمام شدائد الحياة هم الملحدون والمرتابون وضعاف الإيمان، أما المؤمن الواثق في موعود ربه فيتسلى في مصيبته بعلمه أن الله سوف يجبر له كل مصاب في الجنة. فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا وأرواحنا مع تلك الباقة العطرة من قصص مفاتيح الفرج وتفريج الهموم عسى الله أن يفرج عنا جميع الهموم والغموم وأن يجعل دنيانا كلها سعادة بطاعته والقرب منه (سبحانه وتعالى).